بسم الله الرحمن الرحيم
اعتراف مذهل
عتراف !! اعتراف !! اعتراف مذهل !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتراف !! اعتراف !! اعتراف مذهل !!
الضابط الأمريكي " سيلفان كوانتو جيريمس"
شارك في غزو العراق وكان عضوًا في مجموعة "الأعداء" التي تلاحق أعضاء النظام العراقي السابق بعد الاحتلال... هذا الضابط الأمريكي في جيش الاحتلال شعر (بالقرف) من ممارسات جيش القوى العظمى الأولى والوحيدة في العالم ضد العراقيين؛ فقرر الهرب من هذا الجحيم، حيث يصف الضابط الهارب الجيش الأمريكي بأنه مثل المافيا وقال كوانتو جيرميس: " إنني اشعر بالعار لأنني أمريكي، وسوف أقول ذلك في كل مكان مهما كان الثمن.
حول قصة هروبه من الجيش في العراق وممارساته هناك تجاه الشعب العراقي نقلت جريدة العربي القاهرية تفاصيل هروبه على لسانه قائلاً: لم يكن هروبي سهلاً حيث ذهبت إلى منزل كنت أعرفه قبل ثلاثة أسابيع حيث سبق لنا أن اقتحمناه مع مجموعة من الجنود وعندما لجأت لهم وكشفت لهم عن هويتي انتابني شعور بالخوف، ولكنهم عاملوني بلطف وقدموا لي الشاي وساعدوني كثيرًا على التخطيط لعملية فراري من العراق إلى دولة مجاورة، ثم بعد ذلك وصلت إلى يوغوسلافيا، حيث استقبلت بشك كبير.
كذب أمريكي
ويضيف الضابط الأمريكي "هربت من العراق لأنني أمارس القتل بشكل آلي دون وجه حق، قبل ذهابي للعراق كنت أشعر بأنني أمريكي عظيم ولكنني أدرك الآن أن الأمريكي معزول وغير مرغوب فيه. قيل لنا إن عدد القتلى من الجنود الأمريكيين (202 ) جندي بعد الأول من مايو الماضي والجرحى (3300) لكن الحقيقة أكبر من ذلك، وأعلم أن معظم الجنود يريدون الفرار حيث كان لحرارة الشمس ونظرة العراقيين إلينا تأثير سلبي علينا، إضافة لذلك نخسر يوميًّا عددًا جديدًا من الجنود والأصدقاء، وكنا نتساءل بشكل دائم: لماذا نحن هنا ؟ وأين نحن ؟.
كنا نقتحم المنازل في الليل نسبب الرعب والهلع والإرباك والإزعاج للمواطنين، ولا يغيب عن ذاكرتي تلك الطفلة التي توفيت خلال إحدى عمليات الاقتحام بسبب الخوف والذعر الذي أصيبت به.
قيل لنا في أمريكا قبل قدومنا إن الشعب العراقي سوف يرحب بنا بالزهور، حتى إنهم تحدثوا لنا عن العيون السود للفتيات العربيات من أجل إغرائنا.
كان اللباس الذي نرتديه ثقيلاً وكأننا ذاهبون إلى القمر " حتى أنني كنت لا تستطيع أن أحك جلدي، وهذه البزات العسكرية تعبر عن الحالة المعنوية السيئة وعن الخوف الشديد في وقت نحارب مواطنًا عراقيًّا عاري القدمين لكننا كنا لا نقرأ في عينيه الخوف والرعب.
كنت أفكر باستمرار بأن لي أمًّا وأصدقاء في أمريكا وكذلك لهؤلاء العراقيين، وأنا أمثل الطرف المعتدي بينما العراقي يدافع عن أهله ووطنه.
جرائم القتل والتعذيب
كنا نشاهد يوميًّا منظر القتلى العراقيين، وحتى الجثث الملقاة في الشوارع، يصعب عليّ كثيرًا أن أتحدث عن أعمال التعذيب التي كنا نمارسها ضد الأسرى العراقيين.
استخدمنا كل الأساليب التي تشعر الأسير بالذل والهوان؛ فمثلاً كنا نستخدم أسلوب (G17) ضد الأسير، والغاية من ذلك استسلام الأسير وقبوله التعامل معنا، كنا نضع كيسًا قماشيًّا على رأس الأسير ونستخدم الأغلال البلاستيكية التي تسبب الحروق نتيجة للحرارة المرتفعة وجروحًا عظيمة في رسغ اليد، لقد جربنا ذلك أحيانا على نفسنا ولم نتمكن من تحمل هذه الأغلال لدقائق، إذ إنها كانت تسبب حروقا شديدة وجروحا عميقة.
لقد صنعت هذه الأغلال في أمريكا وأحضرت إلى العراق، وبمعنى آخر فإن بلدي "أمريكا" تنفذ وتطبق كل الأساليب لزيادة تعذيب وآلام الأسرى، وقارنت ذلك بتعامل العراقيين مع الأسرى الأمريكيين، حيث كانوا يقدمون الشاي لهم بينما نحن لا نقدم لهم الماء، ونقوم بنقلهم في شاحنات مفتوحة وفي أسوأ الظروف، ويمكنك تصور آلام ووضع هؤلاء الأسرى أثناء نقلهم في حال وجود مطبات وحفر في الطرق.
وعند الوصول لنقطة معينة كنا نقوم برميهم من الشاحنة على الأرض وكنا نبصق وبل نبول عليهم في بعض الأحيان، هذه كلها أشياء غير إنسانية وأثرت فيّ كثيرًا.
عدد كبير منا كان يتناول أنواعًا من المخدرات (الماريجونا ، الحشيش)، وحوالي 70 % من أصدقائي كانوا يتعاطون المخدرات وحسب معلوماتي؛ فإن 900 جندي فروا من العراق، ولا أستطيع أن أنسى نظرات المسلمين العراقيين عندما كانوا يرون الجنود الأمريكيين يعبثون بحرمات منازلهم وغرف نومهم مما يحولهم إلى أسود مجروحة ، عندما نعيش هذه التجارب كنا نردد مثلاً يقول " لا تمسك ذيل النمر وإذا أمسكته لا تتركه ".
ولذلك كنا نفكر دائمًا ماذا سيفعل بنا العراقيون بعد أن نتركهم، أقول لكم بصراحة -وأنا أرتجف الآن-: إن الفلسطينيين محقون عندما يتحولون إلى قنابل حية.
العراقيون أصحاب حضارة
وقال الضابط الأمريكي الهارب: إن العراقيين أهل حضارة، ورأيت بأم عيني كم أن المسلمين منصفون. إن بلدان هذه المنطقة مهد الحضارات وفي الوقت الذي جئت فيه لأدمرها قدم لي أهلها المساعدات لأهرب من هذا الجحيم وعلموني الإنسانية والحضارة، وعندما كنت أخطط للفرار كان معظم جنودي يهربون من واقعهم باللجوء لتناول الكحل والبكاء.
ويرى الضابط الأمريكي الهارب أن الوضع في العراق أفظع من الوضع
في فيتنام قائلاً: " لقد سمعت وقرأت عن فيتنام ولكنني عشت شخصيًّا المظالم الوحشية في العراق ، وتأكدت أنه من الصعب جدًّا مواجهة أولئك الذين يدافعون عن وطنهم، إذ إن معنوياتهم عالية جدًّا، ويبدو أن ذلك آت من مشاعر الدفاع عن الوطن والأهل.
أحيانًا أفكر وكأننا نعمل عملاء وأننا خدام الشيطان، ولا أتصور أننا نمثل العدالة؛ لأن العدالة لا يمكن أن تكون ممثلة باليورانيوم الموجود في الصواريخ النووية.
ومن السخف الادعاء بأننا لم نتلق معاملة طيبة في العراق، وهذا ما يؤكد أن الشعوب ليست ضد الشعب الأمريكي؛ بل هي ضد سياسات الحكومة الأمريكية وربما كل من يقاوم الأشياء السيئة هو إنسان إيجابي.
نصيحة هارب من الجحيم
وأقول لهؤلاء في أمريكا الذين يرغبون في الخدمة بالجيش الأمريكي في العراق بسبب المكاسب المادية، أو للحصول على الجنسية الأمريكية أو لأية أسباب أخرى أن يفكروا أولاً بشرفهم و بإنسانيتهم؛ لأن عليهم أن يتجردوا من الجانب الإنساني كي يستطيعوا الخدمة هناك؛ لأن جيشنا هو منطقة مافيا لا تستطيع أن تخرج منه بعد دخولك.
وصلتني أخبار أن عائلتي قد تبرأت مني، والشباب يزعجون أخي الأصغر ويطلقون عليه "شقيق الخائن"، وأحيانًا أسمع أن بعض العائلات لا ترحب بالجنود الذين ينهون خدمتهم بالعراق ولا يقبلون الأرض فرحًا بعودتهم بالسلامة، ويقولون لهم كان الأفضل أن تموتوا؛ لأن هذا كان سيساعدنا ماديًّا، وأنا استغرب من هذا المجتمع الغبي!.
وقد تعلمت شيئين في العراق:
1ـ سوداوية المصالح الأمريكية.
2ـ الشعور بالعار لأني أمريكي.
نعم نعم بكل راحة ضمير اليوم لست فخورًا بأنني أمريكي، سأقول ذلك في كل مكان مهما كان الثمن.
لقد غضبت في الماضي عندما قرأت سيرة (محمد علي كلاي)، وكنت أسأل نفسي آنذاك: كيف يمكن لأمريكي أن يترك الخدمة في فيتنام؟
واعتبرته خائنًا، ولكني الآن أدرك أن (كلاي) كان على حق، وكان يقول في إحدى فقرات مذكراته "هذه ليست حربي"، وكان يقول إنه لو ذهب إلى فيتنام؛ فإنه سيحارب مع الفيتناميين، وأنا أقول الآن لو ذهبت لحاربت مع العراقيين لأنهم يمثلون جانب الحق .